السبت، 14 يوليو 2012

هلْ لآزلتُ أُحبهُ!!


 
عِندما يَغفو العِشْقُ في حِضنِ اللَيلِ فَتتَفتحُ ورودَ الظَلامِ مُضرجةٌ بآهاتٍ منْ شَوقِ الأَحبَةِ
تَهربُ هَمهماتَ الصَمتُ وَتَعلو هَمساتَ الجُنونِ باحَثةً عنْ شُروقٍ جَديدٍ
يَلوحُ في سَماءِ الأَملِ المَفقودِ وَتتَخبطُ خَطواتُ الأَيامِ في دَهاليزِ الوُعودِ المُظلمَةِ
تُسرعُ الخُطى وَتعدو عَلى بَصيصِ ذَلكَ الضَوءِ المُنبعثُ منْ ثُقبِ الروحِ المُثقَلةِ
بِأَلمِ الرَحيلِ وَذِكرى غَطتْ في عُمقِ الفَقدِ وَالتَحفتْ بُكاءً وَعَويلاً !!
هَلْ تُشرقُ شَمسُ الحُبِ منْ جَديدٍ ؟ فَتُذيبُ جَليدَ الصَبرِ وَتَكسرُ حاجِزَ الرُعبِ الخَفي
هَلْ تُغردُ الأَطيارُ عَلى أَفنانٍ جَديدةٍ أَمْ تَبقى بَينَ صَمتِ القُبورِ
لَقدْ سَئمتُ اللَهاثَ خَلفَ روحِكَ المُهتَرئةِ !!
وَحيدةٌ في هذا الليلِ الطَويلُ الَذي يَتجولُ بَينَ النيامِ فَيرسِمُ أَحْلامُهم بِريشَتهِ المُتلونةِ بِحَسبِ
أَرواحِهُم !! مَتى يَزيحُ الصَباحُ سُترَ هذا الظَلامُ وَيُعيدُ ابْتسامةَ شَمسهِ وَضَوضاءَ تُبعدُني عنْ
هذا السُكونُ الموحِشِ الذي أَصْبحتْ مَلامِحي جُزءً مَبتوراً مِنهُ!! وَطالَ نَومي عَلى وِسادةِ وَهْمِكَ
حَيثُ رَسمتُكَ بَطلاً وَمُنذُ طُفولَتي انْتظرتُكَ فَلمْ تَكنْ سِوى وَهمٌ ارْتَسمَ في مَخيلَتي !! فَموازينُ العِشقِ
لَديكَ لا تُقاس بالسَعادةِ وَلكنَ قياسُها مُثْقلٌ بالأَحزانِ المُتكدسَةِ في روحِكَ فَسربتُها الى عُمري شَيئاً فَشيئاً
وَلكْني أَخيراً استَطعتُ أَنْ أَنفضَ غِبارُها وَسأَسمحُ لهذهِ البَراعمِ أنْ تَخْضّرَ في قَلبي الغَض وَروحي النَقيةِ
بَعيداً عنْ مَعاولِ حُبكَ المَزعوم
لقَدْ أَذنبْتُ في حَقكِ يا نَفْسي عِندَما اسْتهلَكتُ مِقداراً كَبيراً منْ مِلحِ عَيني شَوقاً لهُ
لِما لمْ تَكنْ شَيء عَذباً في أَيامي وَتَترك ذِكرى جَميلةً بِرحيلكَ
لِما لمْ تَكنْ وِشاحاً آمناً لروحي الوَجلةِ تَبعثُ دِفء السَكينةَ بَينَ ضُلوعي
آآآه كمْ أَنا بِحاجةٍ لارتِشافِ نِسيانكَ مَع كُلِ قَطرةِ قَهوةٍ ارتَشفُها في صَباحاتي.
وَلكْني دائماً أَزفرُ بَعدها أَلماً عابِقاً بِرائِحتكَ ..المـها