الأربعاء، 27 مارس 2013

رحيلٌ ذاتـ شتاء





الشِتاءُ وَالرَغْبةُ في البُكاءِ مَعْزوفَةً تُثيرُ الْحَنينَ حين َكانَ الرَحيلُ جَمراً
يَتطايَرُ منْ بُركانِ الفُراقِ المَحْكومِ بالتَنْفيذِ حينَها حُجِبتْ شَمسُ الصَباحِ
فانْتعَشَ ذَلكَ الحُلمُ الوَليدُ يُحْبو بَينَ أَزِقةِ الذِكْرياتِ جاهِداً في البَحْثِ عنْ بابِ النْسيانِ
فَكانَ في لِقائِهِ جُموعِ أَوهامٍ وَبَقايا دُموعٍ تَجَمدتْ عَلى أَطْرافِ جُفوني منْ صِقيعِ الشِتاءِ
وَأَخيراً رَحلَ الشِتاءُ بِعويلهِ وَانْزاحَ الجَليدُ عنْ صَفحةٍ خَضراءٍ فَجَمعتُ رَحيقاً منْ ورودِ شَوقي
وَتَنفسْتهُ بِملئ رِئتيَ فَأَوقظْتُ ساكنَ روحي بِتَرانيمِ حُبي وَهَمسِ خُلخالي فَعادَ منْ جَديدٍ!!


سَأَهِبُكَ ثَمراتٍ حَمراءٍ تَدلتْ منْ أَغْصانِ شَجرةِ اللذَةِ تَحْملُ قُبلاتي المُصْطَبغةِ بِأَنفاسي
فَأُغْرقُكَ في ثَنايا روحي وَتُغرقُني بينَ ذِراعيكَ الواثِقَتينِ لأَموتَ وَأَحيى بينَ صَخبِ أَنْفاسكَ
ها أَنا اليومَ في مِحرابكَ ناسِكةٌ خاشِعَةٌ لنَظراتِكَ وَجُنونِ حُبِكَ مَغْشياً عَلي مِنَ الحَنينِ لأَحْضانِكَ
أَرْوني منْ رائحَةِ شَوقِكَ وَاسْكُبني عِطْراً في شَرايينكَ وَاجْعلْني أُبعَثُ منْ جَديدٍ تَوأَمٍ لِروحِكَ
هَلْ سَتُعاودَ روحِكَ مُغازَلتي بَعيداً عنْ جُمودِ الوَرقِ!! هلْ سَتُعاودَ أَنامِلُكَ مُداعَبتي وَاحْتِضاني كَطْفلٍ
تائِهٍ في ظُلمَةِ الغُربَةِ! هلْ سَتُراقصَ جَسَدي الصَغيرَ بِرفْقةِ نورِ القَمرِ وَتُشهدَ النُجومَ عَلى عَودتِنا!!!
أَمْ نَبْقى مُجَردَ حُلمٍ رَدمهُ تُرابُ الذِكْرى وَيبْقى طَيفكَ بِرفْقَتي ليهْمسَ في أُذني أَننا كُنا ذاتِ يَومٍ حِكايةٍ !!!



يا أُهزوجَةَ حُبي وَمَوطِنَ أَلَمي ها أَنا أَعْزفُكَ ثانيةً عَلى أَوْتارِ قَلْبي
عَسى أَنْ يَصلُكَ هَمْسي وَصَدى شَوقي فَنوارِسَ حَنيني أَطْلقْتُها
إلى جَزيرةِ صَمْتكَ لعْلَ ثَغرَ القَدرِ يَبْتسمُ فَتنْسكِبُ طَمأْنينةً تَغْشى روحي
فَدَبيبُ عِشقِكَ لازالَ يَسْري في شَراييني وَلازالتْ قُبَلاتي تَقفِزُ منْ شِفاهي
في غَفلةٍ مْني لتوشِمَ صورِكَ الباليةَ وَتُناجي حُروفِكَ القاسيةَ فَتتَحدرُ دُموعي
بإزدراءٍ عَلى حِكايةٍ ماضيةِ !!! عُنوانَها ( يا منْ عَشقْتُكَ في سالفِ الزَمانِ!! )
وَتَمْضي بِنا الحَياةُ وَعَجلةَ الزَمانِ تُديرها الأَقْدارُ تارةً تأْخُذنا إلى عِليين
وَأُخْرى تُلقينا في غياهِبِ الجَحيمِ
وَتزحَفُ ذِكراكَ إلى مَخْدعي مَعَ كُل أُفولٍ لشَمسِ نَهاري وَصورِ عِشقِكَ هي
أَقْدسُ لَحَظاتي وَتَرانيمُ نبَضِكَ هي أَعْذبُ أُغُنياتي أَحْتضنُكَ طَيفاً هاربةً منْ
كُلِ آلامي وَأَحْزاني أَلتَمسُ مِنكَ قَطراتَ عِشقٍ تُخالطُ دَمعي وَترْتسمُ قُلوباً
خاويةً عَلى وِسادَتي وَأَبقى لرِوحِكَ مُناجيةً حَتى شُروقٍ جَديدٍ لِشَمْسي !!!



هَلْ سَتملأ ُكأسَ شَوقي بِنَبيذِ حَنانِكَ لِترْوي ظَمأَ روحي وَتَتفتَحُ بِلُقياكَ
أَزاهيرُ رَبيعي وَتَتراقَصُ فَراشاتُ بَساتيني عَلى أَلحانِ هَمسِكَ وَدفءِ صَدْركَ!!!!
هَلْ سَتسْعُفني القوافي وَأَنثرُ منْ نَبْضي ما يُشْعِلَ قَناديل حُبِكَ!!!!
وَيُعيدُ جُموحَ خَيلُكَ في مرابعي!!!!!! فَتعودَ بِعزفِكَ العَذبَ
الذي طالما هَوى بي إلى نَشوَةٍ وَهيامٍ وَتُرَددُ: أَنتِ كُل النِساءِ أَنتِ كُل النِساءِ
أَمْ سَتكونُ حِكايَتُنا رَماداً تَذروهُ رياحُ البُعادِ!!
المـها


هناك تعليق واحد:

  1. تعزفين الحروف على اوتار حسك الرائع فتطرب له الااذواق الرفيعة
    دمتي ابداع لا يتوقف
    اخيك مرار

    ردحذف