الأربعاء، 27 مارس 2013

أَنينُ وَطنْ

أَنا :أَخْبرتْني العَصافيرُ أَنها شَديدةُ الشَوقِ إلى أَعْشاشِها
فَقدْ أَضْنَتها الهِجْرةُ وَأَرهَقها السَفرُ !! وَأَنا أَتَنفسُ رائِحةَ الغَيمِ
منْ سَماءِ الغُربةِ وَيصْرخُ في داخِلي حَنيني للوَطنِ وَيَنزفُ جَرحُ الفِراقِ مُؤلِماً
ليخْتَلطَ بِنزيفِ وَطَني الذي كَثُرتْ طَعناتِهِ أُحاولُ تَغْطيةِ هذهِ الجُروحَ
بِبعضِ رَسائلٍ غافيةٍ في هاتفي تَتغْنى بِحُبِ الوَطنِ..

وَطَني : مُنذُ رَحيلكِ مَها وَأَنا في صِراعاتٍ بَين عُيوني وَقَلبي وَباتتْ كُلِ أَحاسيسي
في نِزاعٍ ..

أنا : لَيتَني لمْ أَرْحلَ عَنكَ ياحَبيبي !! لَيتني بَقيتُ في حُضْنكَ
فَحُبي لَكَ أَعْظمُ منْ هذه النِزاعاتِ لَو بَقيتُ لما تَفارقَ الأَحِبةِ في خِصامٍ .....


أُحَدقُ في لآشَيءٍ وَمَلامِحي تُمارِسُ طُقوسَ الصَمْتِ !!
وَأُتَمتِمُ لآ تَحزنْ يا وَطَني إنَهُم إخوَةً وَخِصامهم مَحدودٍ
وَليسَ بَينهُم حِقدٍ وَلآ كُرهٍ إنَها مُجردَ سَحابةَ صيفٍ
وَتَنْجلي وَيَنْتهي الخِصامُ وَيعودُ الوئامُ !!

وَيَتساقَطُ حَنيني إلى قاعٍ لآنِهائي بِقلبٍ
أَجَجهُ الفِراقُ وَرائِحةَ الشَوقِ تَنْبعثُ منْ صَدري
وَسُحبَ دُموعٍ تَتحفَزُ للهُطولِ لتُغرقَ خَد الأَملِ

شامِخٌ يا وَطَني وَرايتُكَ تُرفْرفُ في الآفاقِ عاليةٍ ...
شَيئٌ مافي أَعْماقي يَحْملُ طَوقاً مِنَ الأَمل وَيُسَيرني إلى حَيثُ غابةٍ خَضراءٍ
وَعالمٍ مِنَ الصَفاءِ .. بَعضُ النَسَماتِ تَهبُ لتَمْنحُني قَليلاً مِنَ السَكينةِ
يَقْطعُها أُوركِسترا عَصافير تُسْعدني وَتَجعَلني أَبْتسمُ!! تَقتَربُ مْني تُريدُ
نَثراتٍ منْ رَغيفِ خُبزٍ في يَدي إنَها لآتَخْشى وَتَشْعرُ مَعي بِالأَمانِ
تَمنياتي لِوطَني بِالأَمانِ
المــها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق