الأربعاء، 18 مايو 2011

قَـــــــــبْرٌ فـــــي حديقتنا


قَـــــــــبْرٌ فـــــي حديقتنا
وقفت أتأمل أشجار النخيل العملاقة العجوزة القابعة في حديقة منزلنا كم من السنوات أثقل كاهلها
والشمس أصبحت قرصاً أحمراً محتضراً يودع بقايا نهارٍ بدأ زحف الظلام يرعبه
وأنين ناي من بعيد تتسرب زفراته لتخبرني عنها ولربما تحذرني من أن يكون
لي مستقر هنا معها!!! !!تأملت الأرض بين جذوعها تملؤها بعض أحواض
الزهور وتذكرت انسانة تحتضن هذه الأرض جسدها !! لا أعرفها ولم يسبق لي الالتقاء بها
ولكني عرفت عنها من بعض همسات خاطفة تتناقلها الألسن....


كنت أعيش بحلم تغرد فيه طيور وتحلق حوله فراشات بعيداً عن واقعي وقد كان لي رفيقاً
لحلمي الوردي بكل ما فيه .. أخشى أن أصحى منه !! ولما أصحى ؟؟ لواقع مؤلم
لمعاناة لمرارة ألم لماذا أصحى للحرمان والذل !!
عشت معه أعذب حلم .. كم ضحكنا وتكلمنا وتعدينا حدود الحلم فسافرنا الى جزيرة ملكها الحب
ودستورها الحب وسكانها الحب !! انه حلم ..

عشقته ..عشقت طيبته ورومانسيته وخفة ظله عشقت قصائده وضحكته ونبرات صوته
عندما يغني لي أو يكلمني .. كم كنت أشتاق له فقد ملكني كلي ..
بحثت عن وجهه وسط الزحام في كل مكان بحثت عن وجهه بين وجوه البشر تمنيت أن
ألقاه صدفة في أي مكان أو زمان .. هل هو انسان حقيقي ؟؟ أم انه وهم ومن نسج الخيال
هل هو قلب يحتويني بمشاعره وأحاسيسه وقيثارة تعزف لحن حبي ؟؟وأنا ناي أردد صدى
حزني الدفين..كيف ستكون حياتي بعده وكيف هي حياته !!!
خلطت بين الحلم والواقع وتهت بين المسميات !!
آآآآهـ من مرارة واقع تعيس وآه من حسرتي بعد حلمي السعيد..
أفقت من الحلم فلم أجده .. بحثت عنه صرخت بأعلى صوتي انادي أسمه لم يرد على صرخاتي
الا صدى صرخاتي لم تكون سوى حلم داعب مخيلتي وهو جزء من هذا الحلم ..
لربما لم نتكلم ولم نضحك ولم نلعب !! وربما لو رأيتك لن أعرفك ولن تعرفني حتى لو قدمت لك نفسي
لن تعرفني وستسألني : من أنت ؟؟؟؟ وعلامات الاستغراب سترتسم على وجهك
لن تعرفني لأنك حلمي !!! لا مستحيل !! أنا على يقين إنك سوف تعرفني لأن هذا حلمنا المشترك
لذلك سوف تعرفني !!

حاولت مقاومتهم لأجلك وقفت ضدهم وأنا وحيدة وهم بكل جبروتهم وطغيانهم حتى أبي الحنون
وقف ضدي معهم والسبب ؟؟ يقولون أنهم يحبونني ويريدون لي السعادة والعزة !! هههههه أي سعادة
هذه ؟؟ سعادة في الحرمان !! سعادة في البعد ؟ سعادة أن أمضي سنوات عمري مع شخص لا أحبه بل أكرهه !!!
وأمقته !!! أمي الطيبة سحبتني من شعري كما يُسحب أي جماد حتى الحيوان لا
يُسحب هكذا سحبتني وهي تقول : لماذا لا تريدن الزواج !! صا رحينا قولي لنا الحقيقة !! هل بك
ما يمنع زواجك ؟؟ هل ارتكبتي الغلط ؟؟
قلت لهم : لا أحب هذا الشخص أمقته ألا تفهمون !!!
هم: هذا ليس بسبب مقنع !! اقنعينا لربما اقتنعنا بوجهة نظرك ما هو عيب خطيبك ؟
أنا : لا أحبه لا أحبه ألا تفهمون !! أكرهه !! وهمست لنفسي هناك شخص يسكن قلبي أحبه
ولكن لن أجرأ أن أصرح بها .. خشيتُ أن يسمعوا صوت همسي !! خشيت على نفسي من عقابهم
خشيت أن يكون مصيري أن أُدفن بالحديقة مثلها !! أعلم أن لهم ماضي أسود بهذا الشئ
شعرت بالخوف منهم ومن حبهم لي والتزمت الصمت .. واستسلمت
أول مرة أشعر بالخوف من أبي .. كان هو أملي أن يساندني ويرحمني
ولكن أمي فرضت سيطرتها عليه ...
وكثرتهم غلبت شجاعتي !!!

أكتفي ...}


قَـــــــــبْرٌ فـــــي حديقتناالمــها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق