الأربعاء، 18 مايو 2011

بَقــــايا عِطْـــرهـُ


بـــقايــا عطــــرهـبقــــايا عطـــرهـبـــقايــا عطــــرهـ

وقفت امام المرآة أنظر لنفسي وأستعرض فستاني من كل الاتجاهات
ثم أجلس على كرسي أمام المرآة وأضع رجل فوق الأخرى و كفي تحت ذقني
وأنظر لنفسي بالمرآة ثم أغير جلستي وأرفع خصلات شعري الى قمة رأسي وأدقق في وجهي وأقلب خصلاتي
يمنى ويسرى ... مممم مقبولة لابأس هههه لالا جميلة فاتنة سأبهرهم بجمالي وفستاني الباريسي وعقدي ا لألماسي وها هي حقيبتي الجديده اشتريتها مخصوص لهذه المناسبة التي لن تتكرر إلا نادراً وربما مرة بالعمر
لنضع بعض رتوش من الميك أب حتى ُتسعد أمي لأنها دائماً عندما نهم بالخروج !! ضعي قليل من الميك أب
لماذا أنت هكذا عنيده كل مره أكرر عليك فالميك الخفيف يغطى علامات الارهاق!! وها أنا اليوم سوف لن أُغضب أمي.. لأجلها سألون وجهي قليلاً فقط حتى لا أغطي جمالي ... واخيراً ألبس حذائي الجديد أيضاً وأدور حول نفسي وأسير بغرفتي الصغيرة من الباب الى الشباك المقابل ذهاباً وإياباً كما تمشي عارضات الأزياء في بيربريز هههه
حقاً جميلة .. أه نسيت عطري هاهو بضع قطرات على أناملي مسحت بها عنقي وعطرت شعري بعطر خاص
فتحت باب غرفتي وانا مسرعة ونزلت درجات السلم بكل رشاقة وخفة وابتسامة تعلو وجهي عندما وجدت أبي أمامي قبلني وقبلتني أمي وابتسامة اعجاب تعلو وجهها فرحة لفرحي .. أين أخي ؟؟ سوف ينهي عمله ويلتحق بنا في الحفل ركبنا السيارة وسألت امي عن بطاقات الدعوة التي اشتريتها لعمي وخالتي ووبناتها !! الآن كلمت سابيا ابنة عمي سوف يأتون الى الشيراتون قاعة الاحتفالات الكبرى حيث حفل تخرجي ههههه
نعم ان اليوم هو حفل تخرجي!!! وفي الطريق تبادلت الحديث مع أمي وأبي وأخذت أمازح سائقنا ويسألني عن هدية تخرجي التي وعدته بها .. ضحكنا وتحدثنا ومن كثرة ما ضحكت سال الكحل على خدي وأتلف الميك أب هههههههه وأصلحته أمي بعدة اسعاف في حقيبتها.. أمي أين روب التخرج !!! معي في الكيس المخصص له لا تخشي لم أنسه .. دخلنا الصاله وكانت كخلية النحل بحثت عن زميلاتي ووجدتهن من بعيد فأشارت علي احداهن بالقدوم .. أخذت كيس روب التخرج من أمي والتحقت بزميلاتي وأبدين اعجابهن بفستاني وشعري وعقدي وكل واحده تُثني علي وانا أُثني عليها لبست الروب وجلست على المقعد المخصص لي وبعد فترة وصلت الوزيرة
وألقى عريف الحفل كلمة ثم ألقت الوزيرة كلمة وتتابع القاء الكلمات من الدكاترة والمدرسين والمدرسات كلمات مختصرة فيها بعض الذكريات وعن بعض المواقف المضحكه التي مرت بنا في سنوات دراستنا وتبادلنا التعليق والضحك معهم وبدأت مراسيم حفل التخرج واستلمنا شهاداتنا حسب ترتيب النسبة الامتياز ثم جيد جداً ثم جيد ثم مقبول ... وتم التقاط كثير من الصور مع الوزيرة والمدرسين .. وانتهت مراسم توزيع الشهادات وأقبل الأ هل علينا يهنؤننا وأقبل أبي وامي واحتضنوني بكل سعادة حمدالله كان أخي معهم أخي الوحيد الغالي احتضنني بقوة دفنت رأسي بصدره ..فشهقت .. !!!!
ولكن ما الذي حدث لي !! ما الذي حدث ما هذه الرائحة!! عطره يا الله انه عطره اعتصرت الحسرة قلبي
وامتزجت لوعتي بذكرى حبي فشعرت بالغثيان وكاد أن يُغمى علي .. ولكني تمالكت نفسي .. ما الذي حدث لك ِ
لم أستطيع الحديث خشية ان تحدثت تهرب بقايا عطره سرقني عطر أخي منهم وهرب بي الى حبيبي الى عطره ممزوجاً بأنفاسه ورائحة سيجارته غلبني الحنين اليه .. أشتقت له لم أره منذ ان حكم أبي علينا بالفراق لم أره ... ولكني متأكده أنه على علم بيوم تخرجي فوسائل الاعلام كلها أعلنت هذا اليوم .. انتشر الناس مجموعات وفرادى البعض يلتقط الصور مع بناته الخريجات والآخرين واقفين يتحدثون مع المدرسين والبعض
عند بوفيه الطعام وانا أحلق في عالم من يقايا عطره ... مها مها تعالى لنلتقط بعض الصور سمعت صوت صديقتي تناديني وقفت بينهم والمصور يبدأ التقاط الصور وأنا أبحث عنه بين هذه الرؤوس المزدحمة والوجوه المختلفة لربما أخذه الحنين وجاء ليراني لأشتم عطره !!! ربما !! والمصور يكلمني ولم أشعر إلا بصديقتي تهزني مها أنظري للمصور ولا تحركي رأسك هيا لننتهي من التقاط الصور .. والتقطت صور مع امي وأبي ووضع أخي يده حول خصري ونحن نلتقط الصور وانا مغمضة العين أغرق في بقايا عطره من خلال عطر أخي .. انتهى الحفل وخرجنا الى السيارة لم أظن ان أمي انتبهت لذهولي وعندما ركبنا السيارة سألتني أمي قلقلة ماذا ألم بك مها هل
تعاني من ألم أو ضيق بالنفس .. هززت رأسي نافية وسارت بنا السيارة وبدأ حديث أمي وأبي وتعليقهم على بعض الحضور وسألت امي أبي عن رجل سلم عليه وحديث مطول وانا وضعت رأسي على صدر أمي وهي تقول ولكن أجمل الخريجات مها ولو حصلت على امتياز ستنال شرف حفل تخريج آخر من حضرة صاحب السمو
تضايق أبي من كلامها .. ولم أعلق وهي تتكلم وأنا أشعر بصوتها يبتعد عني وكانني في بئر .. وصلنا المنزل
رميت حقيبتي على أقرب كرسي في الصاله وصعدت درجات السلم بتثاقل ورميت نفسي في سريري ودفنت وجهي في صدر وسادتي ورويتها بالدموع وحضنتني بحنانها المعهود واختلط لونها بألوان مختلفة من الميك أب ممزوجاً بدموعي وحركت رجلي بحركة عصبية سريعة قذفت فيها حذائي لتلتقفه المرآة ويرمي ما عليها من أغراض زينتي وبكيت وبكيت وشريط ذكرياتي معه أراه أمامي فتذكرت فجأة شيء ثميناً ففتحت دولابي بحركات جنونية وبحثت عن صندوق مجوهراتي فتحته وأخذت منه زجاجة عطره سرقتها منه في احدى مرات لقاءنا ضممتها في صدري واستنشقت بقايا من عطره ممزوجاً بأنفاسه وبعض من سجائره .. حد الثمالة استنشقتهـ!!!



بـــقايــا عطــــرهـ

المـها \ عطر الخزامى


بـــقايــا عطــــرهـبـــقايــا عطــــرهـبـــقايــا عطــــرهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق